درسنا اليوم اعزائي التلاميذ سيدور حول دراسة الفصل الثاني من المؤلف النقدي ظاهر الشعر الحديث للناقد المغربي المجاطي المعداوي :
كانَ واقعُ الهزيمةِ الأسودُ سببا في فقدانِ الإنسان العربي للثقة في كلّ شيءٍ، وهكذا شكَّ الشاعر المعاصر في قدرةِ الشعر القديم على التعبير عن الواقعِ المريض، مما جعله ينفتح على الثقافاتِ الأخرى ناهلاً منها، سابحا في بحار المعرفةِ السّبعة .فلسفةً، وتاريخاً، وأسطورةً، وحكمةً، ولغةً، وقرآنا، وحديثا، وقصصا...
لقد كان التنوع هو السمة المميّزة لثقافته ، وأمام هذا الغنى الثقافي الذي امتلكه الشاعر الحديث فكّر في تغيير مفهوم الشعر ليصبحَ " وسيلة لتفسير العالم" أو "مغامرةً لتغييره" عوض أن يكون صناعةً لفظيةً كما كان في القديم، ومع هذا السعي الدّؤوب للتجديد في المفهوم كان لا بدّ أن يجدّد في المضامين الشعرية، وتطلّب منه ذلك أن يجدّد في الشكل التعبيري من خلال الثورة على الشكل القديم الذي لم يعد بمقدوره حملُ المضامين الجديدة، والشكل بالنسبة للشاعر الحديث ليس وليدَ خطأ عروضي بل نتيجة جهود كبيرة لشعراء متميزين كالسياب والبيّاتي ونازك...
وقد جاء في الفصل الثاني ايضا ان أهم المضامين الشعرية التي تغنى بها الشعر الحديث "تجربة الغربة والضياع"، فقد هيمنت نغمةُ الكآبة على أشعار الشعراء، ومن العوامل التي أدّت إلى انتشار هذه النغمة نذكر:
-الاطّلاع على تجارب الشعراء الغربيين، خاصة إليوت في قصيدته "الأرض الخراب\ اليَبَابُ،
-التأثر بأعمال المسرحيين الوجوديين كألبير كامو وسارتر، التي هيمن عليها القلق والسأم ...
- الانفتاح على المعارف الإنسانية،
-تربة الواقع العربي المهزوم،
وشكل العامل الأخير أهم الاسباب التي ساهمت في ظهور الغربة والضياع وشيوعها في أشعار الشعراء، فأمام واقع الدمار والخراب الحضاري لم يعد الشاعر يجد ذاته وكيانه، فأحس بالضياع والكآبة التي تعدّدت مظاهرها :
-الغربة في الكون: أحس الشاعر الحديث بأنه وحيد في هذا الكون المتسع، لا وجود للعناية الإلهية، يعيش تائها دون خريطة،
-الغربة في المدينة: تغيّرت ملامح المدينة العربية، فصارت شبيهة بالمدينة الأوربية وهو ما أثر نفسيا على الشاعر، الذي ظلّ على الدّوام يحنّ لحياة القرية، وقد سلك في التعبير عن غربته في المدينة مسالك عدّة:
أولها؛ وصف المدينة في ثوبها المادي، حيث لا وجود لدفءِ العلاقات بين الناس، الصيف فيها دائم ما بعده فصول، لا نسيم ولا ظلال،
ثانيها؛ وصف إنسان المدينة الصامت المثقل بالزمن، إذا حدث وسألك فعن الوقت ، وحتى لو كنت عاريا فلا أحد يلقي عليك رداءً، وإن حدث أن متّ فلا ينتبه إليك أحد، أمام هذا الواقع الإنساني المرير يفكّر الشاعر الحديث في الخروج من المدينة، كما عبّر عن ذلك صلاح عبد الصبور.
-الغربة في الحبّ: لم يفلح الشاعر الحديث في تحقيقي السكينة المرجوّة، حيث تباعدت المسافة بينه وبين المرأة التي صارت عدوّا، وأشبه بالمدينة النائية المقفلة الأبواب... مما عمق لديه إحساس الغربة،
-الغربة في الكلمة: تمنى الشاعر أن تكون كلمته سيفا وحركة وقوة، لكنها استحالت حجرا، وصارت مغلولة تنوء تحت أثقال نفسه الحزينة. فانتهى به المطاف إلى الصمت الذي تحول إلى معاناة وألم.
ونلفي أيضا أنواعا من الغربة؛ كالغربة في المكان، والغربة في الزمان، والغربة في الصمت، والغربة في العجز...
ويعتبر الناقد أنّ تجربة الغربة قد حققت نجاحا باهرا، لأنها عبّرت عن الهمّ الجماعيّ للإنسان العربي، بخلاف الحركة الرومانسية التي فشلت بسبب عنايتها بالهم الفرديّ.
كانَ واقعُ الهزيمةِ الأسودُ سببا في فقدانِ الإنسان العربي للثقة في كلّ شيءٍ، وهكذا شكَّ الشاعر المعاصر في قدرةِ الشعر القديم على التعبير عن الواقعِ المريض، مما جعله ينفتح على الثقافاتِ الأخرى ناهلاً منها، سابحا في بحار المعرفةِ السّبعة .فلسفةً، وتاريخاً، وأسطورةً، وحكمةً، ولغةً، وقرآنا، وحديثا، وقصصا...
لقد كان التنوع هو السمة المميّزة لثقافته ، وأمام هذا الغنى الثقافي الذي امتلكه الشاعر الحديث فكّر في تغيير مفهوم الشعر ليصبحَ " وسيلة لتفسير العالم" أو "مغامرةً لتغييره" عوض أن يكون صناعةً لفظيةً كما كان في القديم، ومع هذا السعي الدّؤوب للتجديد في المفهوم كان لا بدّ أن يجدّد في المضامين الشعرية، وتطلّب منه ذلك أن يجدّد في الشكل التعبيري من خلال الثورة على الشكل القديم الذي لم يعد بمقدوره حملُ المضامين الجديدة، والشكل بالنسبة للشاعر الحديث ليس وليدَ خطأ عروضي بل نتيجة جهود كبيرة لشعراء متميزين كالسياب والبيّاتي ونازك...
وقد جاء في الفصل الثاني ايضا ان أهم المضامين الشعرية التي تغنى بها الشعر الحديث "تجربة الغربة والضياع"، فقد هيمنت نغمةُ الكآبة على أشعار الشعراء، ومن العوامل التي أدّت إلى انتشار هذه النغمة نذكر:
-الاطّلاع على تجارب الشعراء الغربيين، خاصة إليوت في قصيدته "الأرض الخراب\ اليَبَابُ،
-التأثر بأعمال المسرحيين الوجوديين كألبير كامو وسارتر، التي هيمن عليها القلق والسأم ...
- الانفتاح على المعارف الإنسانية،
-تربة الواقع العربي المهزوم،
وشكل العامل الأخير أهم الاسباب التي ساهمت في ظهور الغربة والضياع وشيوعها في أشعار الشعراء، فأمام واقع الدمار والخراب الحضاري لم يعد الشاعر يجد ذاته وكيانه، فأحس بالضياع والكآبة التي تعدّدت مظاهرها :
-الغربة في الكون: أحس الشاعر الحديث بأنه وحيد في هذا الكون المتسع، لا وجود للعناية الإلهية، يعيش تائها دون خريطة،
-الغربة في المدينة: تغيّرت ملامح المدينة العربية، فصارت شبيهة بالمدينة الأوربية وهو ما أثر نفسيا على الشاعر، الذي ظلّ على الدّوام يحنّ لحياة القرية، وقد سلك في التعبير عن غربته في المدينة مسالك عدّة:
أولها؛ وصف المدينة في ثوبها المادي، حيث لا وجود لدفءِ العلاقات بين الناس، الصيف فيها دائم ما بعده فصول، لا نسيم ولا ظلال،
ثانيها؛ وصف إنسان المدينة الصامت المثقل بالزمن، إذا حدث وسألك فعن الوقت ، وحتى لو كنت عاريا فلا أحد يلقي عليك رداءً، وإن حدث أن متّ فلا ينتبه إليك أحد، أمام هذا الواقع الإنساني المرير يفكّر الشاعر الحديث في الخروج من المدينة، كما عبّر عن ذلك صلاح عبد الصبور.
-الغربة في الحبّ: لم يفلح الشاعر الحديث في تحقيقي السكينة المرجوّة، حيث تباعدت المسافة بينه وبين المرأة التي صارت عدوّا، وأشبه بالمدينة النائية المقفلة الأبواب... مما عمق لديه إحساس الغربة،
-الغربة في الكلمة: تمنى الشاعر أن تكون كلمته سيفا وحركة وقوة، لكنها استحالت حجرا، وصارت مغلولة تنوء تحت أثقال نفسه الحزينة. فانتهى به المطاف إلى الصمت الذي تحول إلى معاناة وألم.
ونلفي أيضا أنواعا من الغربة؛ كالغربة في المكان، والغربة في الزمان، والغربة في الصمت، والغربة في العجز...
ويعتبر الناقد أنّ تجربة الغربة قد حققت نجاحا باهرا، لأنها عبّرت عن الهمّ الجماعيّ للإنسان العربي، بخلاف الحركة الرومانسية التي فشلت بسبب عنايتها بالهم الفرديّ.